خـــطاب للــــقلوب

سألت القلب .. لماذا أنت في عالمك غريب بذاتك ..؟!
وسألت لماذا أنت صغير الحجم وعالمك كبير ..؟!
كيف بدنياك وعظمة أحلامك ..؟!
لماذا تريد من الدنيا سعادة ..؟! وأنت ذو تعب وغرور .. ؟!
وسألت كيف تستطيع أن ترضخ لمن تحب وأنت لب حياتي ..؟!
هل من تغيير في ترجمان حياتك ..؟!

وبعد أن سألت ..
سألنى : لماذا أنت حزين ؟!
أسمع أهاتك مع أنين ، ودموع وبكاء وعويل،
ردت عليه ثائراً : كيف تسأل عني .. الليل يمضي بي طويل .. فأنا في صفحة النسيان غريب ..
أنادي فلا مجيب .. فقل لي كيف لا أكون كئيب ؟!‍ .
مطعون ، أتألم، أصرخ، ليتنى عنها أرحل وأغيب. .

منيت نفسى يوما وقلت: انتهت رحلة الاحلام .. وودعت جرحي في النسيان .. ودفنت حزني في قلبي ..
ومسحت عني آهات الحرمان .. وأعلنت متحديا سأبقي مع الحبيب .. لكن .. آه وآه .. غدر الحبيب .. وهدد بالمغيب .
.
وتسأل لماذا أنا حزين ياقلب ؟!
أجبني قبل السؤال .. كيف يصير الضحك بكاء والماء دماء ؟! علمني كيف أبكي بلا عينان ؟!
وأحتج من غير لسان ؟ علمني ما الفرق بين الماء والنار بين الطاعة والعصيان..!!
تلون عالمي بلون السواد وتوشحت الذكريات بألوان السراب ,، وأحاطتني ا لدنيا بكفن هزيل ..
رأيت نعشي يسير بلا جنازة ،, وقبري لا يزوره حتى الغريب ..حتى فاح الحزن مني,,!!
فبكتني الورود ,, نعتني بي الدروب ,،
عنه تحولت حياتي لعنوان رواية تمزقت صفحاتها ولم يبقي سوي نعي إنسان. .

لكني أقسمت بأن لن أقبل لقلبي عزاء ,, ولن يشفع لي في خطيئته وسع السماء ..
وأخذت عهداً أن لا أستجدي أحداً .. فتواريت خلف الابتسامات ..
وجففت دمعي ورسمت الضحكات حاملا زادي من الأمال .. وبنيت من الوهم قصة لأعود بها لدنيا الأحلام. .!!
ولكن ..عاد ثانية الحبيب .. عاد ضعيف ، كسير ، جريح، طالبا شريك ..

وتسأل لماذا أنا حزين ؟! أجبني قبل السؤال .. كيف الانسان يقتل انسان..؟! ويطلب بعد ذلك الغفران ؟!
كيف يصير الغدر سبيلا للأحسان ؟! .. كيف سيبني الطير عشه في قلب البركان ؟!..
كيف تصير النار دخان .. والليل نهار .. وعدو الأمس صديق الآن ؟!

ضاعت الكلمات .. تاهت الأحرف .. صمت قلمي .. سرحت بعيدا .. وصرخت بأعلي صوت :
أقسم لأهديك وسام الغدر بكل فخر وأنحت عليه بدمي أنك قاتلي الآن ,,!!
لن أقول أني في عالم الأموات,, فأنا حي بداخلي إنسان لكنه زهد حياتك والنبض و الأنين. .!!

أتناشد نفسي الآن .. لا لن أعود . أتشرق الشمس في اليوم مرتين ؟! أيصبح لليل قمرين ؟!
لا لن أعيش حياتي معه مرتين لتهدد ثانية بالمغيب . فغيب أولا تغيب.. فشمسك غربت من بعيد وكله عندي سواء. .

يتوسل.. فلن أعود .. لا أقدر علي الصمود فنبضي أصابه الجمود تعبت والنفس تشهد ..والقلب يصرخ.. والصوت بح من العويل،,
أن استطعت أن تكلل للغدر تاج وفاء ربما أتوهم النسيان لأعود معك ثانية ..
وأضيع بين الأوهام لتمضي ياقلب كسير تبحث عن حطام أشلاء ..
ويبقي صدى سؤالك هنا يردد هل ستجمعنا الأقدار ؟!
لازلت ياقلب تسأل الجسد الذي يحويك لماذا هو حزين ؟!.

فنبض قلبي قليلاً ..
وأجاب عن أسالتي بعتب .. وقال ..
مثل المطر .. أنا قلبك ..
وأنا قلب واحد .. في جسد واحد .. في حياة واحده ..
فلا تلمني على حياتي ..
فقط .. دع الأحزان والأزمان تبكي عليّ رثاء..!!

مما اعجبنى

بجد التوبيك رائع

ميرسي خالص علي مرورك نورتي التوبيك